إلغاء الفلسفة وعودة الكتاتيب شكرا ... لمن ماتوا عن العالم ... ليمنحونا الحياة (1) السيد المسيح … صديقي الذي أحببته كما أحبه التلاميذ‎ قصة ”غير المولود أعمى”! لسنا عربا... ولسنا قبائل عُمر خورشيد.. ملِك الجيتار الخالِد هل سيتخلى ”اليهود” عن دعمهم التاريخي للحزب الديمقراطي‎؟! سمع هُس!! بين منهج الروحانية المسيحية وبين الصوم في المسيحية سياحة في فكر طبيب العطايا ... وأسئلة محيرة استريحوا قليلا

إبرام مقار يكتب: سلاماً للموصل .. ووداعاً للإنسانية

    هل تعلم ما هو التهجير؟ .. للاسف لا تعلمه .. هو لون ووجه أخر للقتل، حينما تتجاوز مساحة الكراهية ما يمكن أن يتخيله عقل .. كراهية تقود الي "انا اكرهك ، فأنا لا اريد ان تراك عيناي" والاصعب أن يرتبط هذا التهجير باستنزاف اموال او ممتلكات. والفاجعة أن يتم الربط بين هذه الجريمة والدعوة الي معتقد ديني. هذا تماماً ما حدث بشكل فج في مدينة الموصل العراقية. مخطط قديم ، حديث يحدث مع المسيحيين تلك البقعة من العالم، فمن العراق الي سوريا الي فلسطين الي مصر ، نفس المصير. حتي وإن أختلف الايقاع ومعدل التهجير وتبجح الدعوة. ولا يوجد فارق بين الداعشي الذي يريد طرد المسيحي من العراق وسوريا ، والحمساوي الذي يريد طرد المسيحي الفلسطيني ، والاخواني او السلفي او المتطرف الذي يريد طرد القبطي من رفح والعامرية ودهشور والمطرية في مصر ، نفس الرغبة والنهاية وإن اختلف الاسلوب. نعود الي مسيحيوا الموصل، الطيبين، اصل الارض، والشركاء الرئيسيين في حضارتها ، ولا نريد لهم وعنهم إلا سلاماً في تلك المحنة، حينما يقف الحمل أمام الذئب ويقف الخير امام الشر، ولكن نثق في انتصار الخير والحق والعدل والسلام ولو بعد حين فسلاماً للموصل التي وصلت بين دجلة والفرات ، وبين العراق والجزيرة علي مر التاريخ. ووداعاً لانسانية حينما يحدث كل هذا ولا تسمع صوتاً للمنظمات الاسلامية لردع تلك الافكار الدموية المحسوبة عليها. وفقط تخرج علينا مؤسسة الازهر وبعد ايام ببيان غاية في الضعف بعبارات "تواردت الينا انباء متواترة" وعبارات اخري علي إستحياء من هذا القبيل، ولا تعرف منٌ يتعاطف مع منٌ سلاماً للموصل والتي عاشت لعشرات القرون أرض الاكراد والتركمان والشيعة، بل وارض اليهود قبل حتي خمسينيات القرن الماضي حينما هب علي المنطقة رياح التطرف وكراهية الاخر والخلط بين ما هو سياسي وما هو ديني، كذلك ارض الكلدان والسريان والارمن والاشوريين حتي هبت علي المنطقة هذا التنظيم الدموي "داعش" منذ ايام فرحلوا ، ووداعاً لإنسانية لا تنتفض علي هذا التطهير العرقي العنصري ، وحين لا نسمع للمنظمات الكبري في العالم إلا الصمت سواء من الامم المتحدة او الاتحاد الاوربي او الغرب، بإستثناء فرنسا والتي عرضت حلاً بقبول مسيحيوا العراق علي اراضيها. سلاماً لارض المسجد الاموي والمسجد الكبير وجامع أم القري وكنيسة مارتوما ومار افرام ومار أدحودامه وكنيسة الساعة ، بعد أن اتت عليها مجموعات لتحرق مرقد النبي يونس ، ومطرانية السريان الكاثوليك والتي يرجع تاريخها الي 1800 عاماً ، ووداعاً لإنسانية تصمت علي تدمير تلك الحضارة وهي التي انتفضت من قبل عندما قامت مجموعات مشابهة بتحطيم تمثال بوذا سلاماً للموصل ومسيحييها ممن عاشوا قروناً وكانوا اصحاب الارض واستقبلوا الجميع بكل تسامح بجانبهم وجوارهم ، بينما صمتٌ هؤلاء "الجيران" حينما رأوهم يرحلون بعد الاختيار بين منازلهم وممتلكاتهم وارضيهم وبين ما يعتقدون ويؤمنون فأختاروا ما امنوا به عن طيب خاطر. ووداعاً لانسانية لا تدرك أن القادم اسوء، فمن بدأ بالمسيحي اليوم، سيكمل بالشيعي غداً، وبعد غد السني الذي لا يصلي ويكتمل طريق القتل والتهجير، والويل لاغلبية تقتل اقلياتها، والويل لعالم يصمت علي تلك المجموعات الدموية بحجة أنها تتحرك في سوريا والعراق وليبيا فقط، وتتناسي انها مجموعات سرطانية ستنتشر في كل مكان، وجميعنا سندفع الثمن، فمن يعي قبل فوات الاوان