إيليا مقار يكتب: الفيل الأزرق

ويك إند طويل قررت أن أبتعد فيه قدر الإمكان عن الأخبار التى أصبحت تحاصرنا من جميع المنافذ حتى تخال أنك في قلب كل حدث، فداعش على الأبواب سواء كنت في شوارع مصر أو داخل بيتك في أمريكا أو كندا، وأزمة أوكرانيا تبدوا في الحاحها علي حياتك وكأنها مسألة حياة أو موت بالنسبة لك، و الصراع بين ما تبقى من حلم الثورة والتغيير في مصر وبين الواقع على الأرض ينهش في أعصابك ويؤثر عليك بنفس الدرجة التى يؤثر عليك بها أي صراع في محيط عملك. قررت أن أتحرر –ولو لفترة قليلة- من أكون أحد رهائن نشرات الأخبار الحصرية وتايم لاين الفيسبوك الذي لا يتوقف وبوبات الجرائد الألكترونية التى تتجاذبك كالفريسة تحاول أن تصبغ عقلك وتجعلك اسيراً لها.
في هذه العطلة، بدأت في قراءة رواية "الفيل الأزرق"، وإنتهيت من صفحاتها التى تقترب من 400 صفحة خلال يومين، الرواية للكاتب الصحفي الشاب أحمد مراد الذي أصدر عدد قليل من الروايات خلال الأعوام السبعة الماضية قبل أن يصدر روايته الأخيرة "الفيل الأزرق" وتتحول الي فيلم سينيمائي. الرواية تأخذك في رحلة داخل النفس البشرية، من خلال الدكتور النفسي "يحيى" الذي يعود للعمل بمستشفى الأمراض النفسية والعصبية بعد خمسة سنوات قضاها على هامش الحياة كنتيجة لوفاة زوجته وإبنته في حادث سيارة، ويعود يحيى للعمل ليفاجاً بأن عليه أن يتولى حالة صديقه القديم، "شريف"، الدكتور النفسي أيضاً والمتهم بقتل زوجته والقائها من شرفة شقتهم بالدور ال 30، ويدخل كل من يحيى وشريف في صراع عقلى ونفسي يحاول فيه يحيى أن يساعد صديقه القديم، ويحاول فيه شريف السيطرة على الدكتور يحيى وإيهامه بأنه مريض نفسى.
ولكى يفك الدكتور يحيى خيوط هذا اللغز، يقرر العبور من عالم الواقع، الى عالم المرض النفسي بل وعالم الجن أيضاً، مستعينا بحبوب "الفيل الأزرق"، ويدخل يحيى هذا العالم المجهول الذي لا يسلم من يدخله من الإعتقال داخل سجن الفزع واللامعقول. فهل ينجوا يحيى أم يتحول هو أيضاً الي ضحية لهذا العالم الغريب الذي لم يعد منه أحد سالماً. أرجوا أن تجد وقتاً لقراءة هذه الرواية الشيقة لتعرف التفاصيل بنفسك، الرواية جميلة في ايقاعها السريعة ولغتها غير المعقدة رغم تعقد الأحداث وتشابكها.