الغش الحلال!! الحرب التجارية المحتملة بين ترامب وتجمع بريكس لماذا لا يعتذر وزير التعليم للمراقبة القبطية؟ إبراهيم عيسى عن أقباط المهجر: هم أشرف ظاهرة مصرية في الــ 70 سنة الأخيرة‎ انتحالٌ بلا هدف! ثقيلة هي ثياب الحملان! (قصة قصيرة)(11) الرجل الذي جعل من الــــ ”ايمبوسيبول” ”آي بوسيبول”!! نجوم الشباك أمامك شبع سرور من فانكوفر إلى تورونتو .... بليغ يُبعَث من جديد When Hospitality Turns Hostile (2) هدم ثاني أطول منشأة في كندا

انتحالٌ بلا هدف!

بعض الأحداثِ المؤثّرة في الرأي العام تُدهش السامع إلى درجةٍ يعجز معها عن التعبير، وكلما حاول تناولها من جهةٍ أدركهُ الذهول باعتبار ما حدثَ عجائبيًا خارجًا عن نِطاق التصديق! ومن تلك الأحداث خبر ادّعاء إحدى الشخصيَّات النسائيَّة المعروفة في إحدى البلدان الناطقة باللغة العربيَّة أنها أبدَعَت لوحاتٍ فنيَّة تشكيليَّة غاية في الجمالِ والإتقان؛ ليكتشف الجمهور سريعًا أن تلك اللوحات من إبداع فنَّانين أجانب، وأنها نسَبَتها لنفسها دون علمهم! المُثير للدهشة ليس السلوك بحد ذاته، فأي مُشتغلٍ بأيٍ من مجالات الفكر والإبداع يُدرك أن هذا النوع من السرقات وحالات الانتحال تحدث يوميًا من عديمي المواهِب، لكن العجيب أن تلك الإنسانة لم تملك حدًا أدنى من الذكاء القادر على وقايتها من هذا المُنزلق فائق الخطورة على سُمعتها ومُستقبلها المُجتمعي والمِهني رغم انتمائها لأسرةٍ ذات شأنٍ يجعل من السُّمعة قيمة عُليا يجب المُحافظة على رونقها وبريقها قدر المُستطاع!

بداية؛ لا شيء أجبرها أو اضطرّها لارتكاب مثل هذا السلوك، وإن ورَّطت نفسها به ذات لحظة غفلة فأي لحظة جنونٍ دفعتها لنشر تلك اللوحات عبر برنامجٍ واسع الانتشار على صعيدٍ عربي واسع لا على صعيدٍ محليٍ وحسب؟ كيف لم يخطر لها – ولو لحظة- أن عالم اليوم لم يعُد قريةً صغيرة؛ بل أمسى كوخًا ضيقًا لا يخفى فيه شيء على أحد ممن يتنفسون تحت سقفه؟ كيف لابنة عاملٍ في مجالٍ إبداعي مثلها أن تجهل مخاطر السرقات الفكريَّة والإبداعيَّة؟ وكيف لعُمر زواجها الطويل من والد أبنائها الذي يعمل في مجالٍ إبداعي جماهيري أن لا يكفي لغرس تلك الحقيقة التلقائيَّة في ذهنها؟! كيف كانت مؤهلة للعيش وتجاوز تفاصيل الحياة الصغيرة والكبيرة التي تتطلب مستوياتٍ أعلى من الذكاء طوال أعوام عمرها السابقة؟!

قد يكون هذا السلوك قابلاً للتفسير من امرأة أُميَّة لا تُدرك قيمة الملكيَّة الفكريَّة ومعنى انتماء الأعمال الإبداعيَّة لأسماء مُبدعيها فقط، وقد يُقبل تفسيره حين يرتكبه طفلٌ صغيرٌ مازال لا يُميز بين ملكيَّته الخاصَّة وملكيَّات الآخرين، لكن ارتكابه من امرأة بالغة عاقلة، نالت قسطًا وافيًا من التعليم الأساسي والجامعي، تنتمي لأسرة لها وزنها في المجتمع أمرٌ غير مفهوم؛ لا سيما وأن الحد الأدنى من الذكاء يكفي لإرشادها إلى شراء بضع لوحاتٍ خلاّبة من فنانٍ مغمورٍ مقابل مبلغٍ مالي كفيلٌ برسم توقيعٍ باسمها على ذيل اللوحات بمنتهى الرضا والغبطة دون ارتكاب تلك الكارثة التي نالت من سمعتها نيلاً عظيمًا يصعب أن يمحوه أي اعتذار.

دعونا نحاول تخمين ما سيحدث خلال الأيام القليلة التالية: هناك من سيتدخل في سبيل لملمة شظايا الفضيحة، شخصٌ يمتاز بمستويات ذكاء أرفع وقدرات عقليَّة أعلى، أحد المحامين سيتواصل مع الجهات المختصة لإصدار قرار "منع نشر" لإيقاف تداول هذا الحدث عبر وسائل الإعلام ووسائط التواصل الاجتماعي بحيث تختفي المنشورات السابقة عنه وكأنها لم تكُن، شركات علاقاتٍ عامة وتحسين سُمعة ستنشط وتعمل عملها لتنظيف تلك الوصمة عن طريق ظهور اسمها وصورتها برفقة أخبارٍ تخص الأعمال الخيرية والإنسانية، ثم ماذا؟ دعونا نستمتع بالانتظار والفرجة أيها الأصدقاء..