الغش الحلال!! الحرب التجارية المحتملة بين ترامب وتجمع بريكس لماذا لا يعتذر وزير التعليم للمراقبة القبطية؟ إبراهيم عيسى عن أقباط المهجر: هم أشرف ظاهرة مصرية في الــ 70 سنة الأخيرة‎ انتحالٌ بلا هدف! ثقيلة هي ثياب الحملان! (قصة قصيرة)(11) الرجل الذي جعل من الــــ ”ايمبوسيبول” ”آي بوسيبول”!! نجوم الشباك أمامك شبع سرور من فانكوفر إلى تورونتو .... بليغ يُبعَث من جديد When Hospitality Turns Hostile (2) هدم ثاني أطول منشأة في كندا

أمامك شبع سرور

يطلق الكتاب المقدس تعبير شبعان ايام على إبراهيم، وأيوب على سبيل المثال (تكوين 25: 8؛ أيوب 42: 17). فالشبع صفة يعملها الانسان في شخصيته وهذا ما يؤكده الكتاب المقدس ايضا عندما يذكر ان النفس الشبعانة تدوس العسل وللنفس الجائعة كل مر حلو (أمثال 27: 7)؛ ووصف سنين الشبع ايام يوسف بانها سنين شبعا عظيما (تكوين 41: 29).

وهو ما أكده الرب لشعبه إذا التصق به وعمل بناموسه وكان ناموس الرب مسرته انهم يكونون للشبع والإثمار (سفر اللاويين) مؤكدا قوله: فمتى اكلت وشبعت تبارك الرب إلهك لأجل الأرض الجيدة التي اعطاك (تثنية 8: 10)؛ وهذا أيضا ما أعلنه كاتب المزمور 16: 11 تعرفني سبيل الحياة. امامك شبع سرور. في يمينك نعم إلى الأبد. (مزمور 17: 15) أما انا فبالبر انظر وجهك. أشبع إذا استيقظت بشبهك؛ (مزمور 22: 26) يأكل الودعاء ويشبعون، يسبح الرب طالبوه. تحيا قلوبكم الى الابد. وذلك لان الشبعان دائما ما يغني.

هذا يذكرني بالمثل المصري: جاعوا زنوا -اي بكوا- شبعوا غنوا. (مزمور 37: 19) لان شعب الرب لا يخزون في زمن السوء وفي ايام الجوع يشبعون. (مزمور 65: 4) طوبى للذي تختاره يا رب وتقربه ليسكن في ديارك، لنشبعن من خير بيتك قدس هيكلك. (مزمور 90: 14) أشبعنا بالغداة يا رب من رحمتك فنبتهج ونفرح كل أيامنا. (مزمور 91: 16) فيرد الرب قائلا: من طول الأيام أشبعه واريه خلاصي. (مزمور 103: 5) فتهتف اعماقي وعقلي متهللين قائلين: باركي يا نفسي الرب ولا تنسي كل حسناته. الذي يشبع بالخير عمرك فيتجدد مثل النسر شبابك... وغيره من الشواهد الكتابية التي تشير الي الشبع بانه بركة عظيمة عكس الجوع والعوز.

لأن الرب يفرد يديه فيشبع كل حي من غناه ورضاه؛ فالرب أشبع شعبه بالمن والسلوى والعسل واللبن طوال زمن تمسكهم بكونه ملكا وربا والها وسيدا على حياتهم فكانوا دائما في الاثمار والاكثار. فالشبع هو حالة مركبة من الناحية البيولوجية والسيكولوجية النفسية والعقلية. فعندما تكون جائعا تصدر احكاما خاطئة وتتصرف تصرفات ممتزجة بالغضب والحيرة والانزعاج والقلق والتذمر والتسرع وعدم التركيز. وهذا ما وصفه كاتب الامثال بكل صدق وأمانة في حديثه مع الرب الاله حيث قال: ابعد عني الباطل والكذب؛ لا تعطني فقرا ولا غنى. اطعمني خبز فريضتي. لئلا أشبع واكفر وأقول من هو الرب. او لئلا افتقر واسرق واتخذ اسم إلهي باطلا (أمثال 30: 8، 9).

والنبي حجي يُذكر شعب الرب عندما بعدوا عن الرب الاله قائلا: زرعتم كثيرا ودخلتم قليلا. تأكلون وليس الى الشبع. تشربون ولا تروون. تكتسون ولا تدفأون. والاخذ اجرة يأخذ اجرة لكيس منقوب (حجي 1: 6). لكن الرب يسوع وجه نظرنا الي جوع من نوع اخر سوي الاكل والشرب وهو الجوع الي البر. فالرب يسوع المسيح في الموعظة على الجبل قال: طوبى للجياع والعطاش الى البر لأنهم يشبعون (متي 5: 6).

أما بولس الرسول فقد أعلنها صراحة إنها تهذيب وتدريب عمله شخصيا معترفا في الرسالة إلى (فيلبي اصحاح 4: 12) حيث قال: "اعرف أن اتضع واعرف ايضا ان استفضل. في كل شيء وفي جميع الاشياء قد تدربت أن أشبع وان أجوع، وان استفضل وان أنقص". اي ان عملية الشبع هي عملية تدريب والاكتفاء ما هو إلا امر عقلي إرادي متحكم فيه مؤمنا بقول الرب: كونوا مكتفين بما عندكم لأنه قال لا أهملك ولا أتركك. لأن الرب في يمينه شبع سرور وخيرات ونعم للأبد.