جواز السفر الكندي يتفوق على الأمريكي في حرية السفر دون تأشيرة كارني: سنعتقل نتنياهو فور دخوله إلى كندا... وإسرائيل ترد: هذه خيانة اعتداءات على منازل أقباط قرية ”نزلة جلف” ببني مزار بالمنيا نعم للطريقة... لا لشيخ الطريقة ترامب يعيد أمريكا للمسرح الدولي... والسيسي يسترد دور مصر الإقليمي هل كان تشارلي كيرك هو المسيح؟! اللى تعوزه ”مصر” يحرم على ”غزة” أيها العالم: لماذا هذا الصمت على اضطهاد المسيحيين في نيجيريا ؟!‎ وأخيرا انتصرت حماس‎!! مواقع التواصُل... وضحايا براءة الثقة ما تنسوا بحر البقر يا شعب قلبه أسود!! هل يتسبب الجنس البشري في الانقراض السادس للحياة علي كوكب الأرض؟!

كيف يمكن أن يختفي إنسان تمامًا دون أن يترك خلفه أي دليل

في مساءٍ من ديسمبر عام 1946، غادرت فتاة في الثامنة عشرة من عمرها تُدعى باولا جين ويلدن حرم جامعة "بينينغتون" في ولاية فيرمونت، ولم تعد أبدًا. ما بدأ كنزهة قصيرة في أحضان الطبيعة، تحوّل إلى أحد أكثر ألغاز الاختفاء غموضًا في تاريخ أمريكا، حادثة فتحت أبواب الرعب والتساؤل، وألهمت لاحقًا أسطورة تُعرف اليوم باسم "مثلث بنينغتون".

كانت باولا طالبة مجتهدة وهادئة، محبوبة بين زملائها، وتُعرف بعشقها للمشي واستكشاف الطبيعة. لم تكن تمر بأي اضطرابات نفسية أو خلافات شخصية. في ذلك اليوم، أخبرت زميلتها أنها ستخرج في نزهة قصيرة على ممر جبلي يُعرف باسم The Long Trail، أحد أشهر المسارات الطبيعية في فيرمونت.

ارتدت معطفها الأحمر اللامع وغادرت الحرم سيرًا على قدميها. رآها عدد من الأشخاص في الطريق، من بينهم زوجان أكّدا أنها كانت تمشي بهدوء قبل أن تنعطف نحو الغابة وتختفي بين الأشجار. كانت تلك آخر مرة تُرى فيها باولا.

مع حلول الليل، لم تعد الفتاة إلى غرفتها، ولم يُعثر على أي أثر لها. أصدقاؤها أبلغوا الجامعة، التي بدورها أبلغت الشرطة، لتبدأ عملية بحثٍ ضخمة وغير مسبوقة شملت مئات المتطوعين، وكلاب تتبع، وطائرات استطلاع، وحتى عائلات من ولايات مجاورة. ورغم كل ذلك، لم يظهر أي دليل: لا ملابس، لا حقيبة، لا معطف، لا جـثة. وكأن الفتاة تبخّرت في الهواء.

هذا الاختفاء الغامض كشف ثغرة كبيرة في النظام الأمني للولاية، إذ لم تكن فيرمونت تملك شرطة رسمية على مستوى الولاية آنذاك. وبعد الفوضى التي صاحبت التحقيق، تم إنشاء شرطة ولاية فيرمونت عام 1947، وكان اختفاء باولا من أهم الأسباب وراء تأسيسها. لكن الغموض لم يتوقف عندها.

ففي السنوات اللاحقة، بين عامي 1945 و1950، اختفى في نفس المنطقة أربعة أشخاص آخرين في ظروف مشابهة: لا جثث، لا آثار، لا تفسيرات. تنوعت أعمارهم وخلفياتهم، لكن الرابط الوحيد بينهم هو أن جميعهم اختفوا داخل نطاق واحد من الغابات الكثيفة حول بينينغتون.

بدأ السكان والصحفيون يطلقون على المكان اسم "مثلث بنينغتون"، وهو منطقة أصبحت رمزًا للغموض والخوف، تمامًا كما يُذكر مثلث برمودا. تعددت النظريات:

فالبعض تحدّث عن قاتل متسلسل يعيش في الجبال، وآخرون تحدّثوا عن قوى خارقة للطبيعة أو بوابة زمنية تبتلع من يدخلها. بينما اكتفى آخرون بالقول إن تلك الغابة ببساطة “لا تُحب أن تُكشَف أسرارها”.

ومع مرور العقود، لم يظهر أي أثر لباولا، ولا لأي من المفقودين الذين جاؤوا بعدها. لكن ذكراها بقيت حاضرة، وصورتها بمعطفها الأحمر لا تزال تُذكر في كتب الغموض وبرامج التحقيقات كرمزٍ لسؤالٍ لم يجد جوابًا:

كيف يمكن أن يختفي إنسان تمامًا دون أن يترك خلفه أي دليل… سوى الصمت.