احتفاء كبير بالكاتب خالد منتصر والكاتبة سماح أبو بكر عزت في كندا ”لامين” و ”ويليامز”... وخيانة الوطن The Erosion of Civility, A Canadian Crisis للمرة الـ4 في تاريخه.. منتخب إسبانيا بطلاً لـ”يورو 2024” رسميا... ريال مدريد يعلن موعد تقديم كيليان مبابي جوارديولا ... أفضل مدرب كرة قدم في العالم محامي اللاعب المصري الراحل أحمد رفعت يكشف تفاصيل الأزمة لماذا ينبغي تغيير ملابس السباحة المبتلة فوراً؟ هل يساعد خل التفاح على التنحيف؟ دراسة تؤكد ارتباط مضادات الاكتئاب بزيادة الوزن ما أسباب تشنجات باطن الساق؟ غزوة موتيابا

مينا ماهر يكتب : عالم ديزني

عالم ديزني... هذا العالم المبهج، المذهل الذي يخطف العقول وخصوصاً مدينة البط!... من منا لا يتمنى الحياة في عالم ديزني الساحر؟!! هذا بالضبط ما تمنته وسعت إليه جماعة من البط المهاجر...راجين حياة أفضل، من زادٍ ومرعى وراحة بال! فالبط المهاجر يطوف بلاد مختلفة، ويختلط بأنواع أخرى من البط في كل محطة! مع مرور الزمن - وربما دون قصد- تأثر اسلوب بطبطتهم رويداً رويداً حتى أصبحوا يبطبطون بلغة مختلفة تماماً! قليلون جداً منهم من حافظ على البطبطة الاصلية...لكن كلهم غدوا يبطبطون بلغة حديثة...واندثرت بطبطتهم الأصلية - مع الاسف - وانحصر استخدامها فقط في إطار مراسيمهم الجماعية الرسمية، كأوقات تناول الطعام الجماعي، وفي موسم التزاوج، أو في أثناء تعليم فراخ البط على الطيران وهكذا! بينما خلال حياتهم اليومية، فهم يبطبطون بلغة معاصرة مختلفة تماماً. أما من جهة البطبطة الاصلية أثناء المراسيم المذكورة أعلاه، فبات بعض قليل منهم يرددون ويفهمون اللغة في إطار تلك المراسيم، وبعض آخر أكثر حفظها عن ظهر قلب، لكن بلا فهم للمعنى كالبغبغاوات، والغالبية العظمى أضحت بلا حفظ ولا فهم! وأصبح الجميع، بلا استثناء، في مفترق طرق!! فجأة، بين يوم وليلة هبطت جماعة البط المهاجر على أرض عالم ديزني الساحر، حيث الراحة والسعادة وتحقيق الحلم المعهود؛ فوداعاً ايتها الهجرة الشيقة، ومرحباً بحلاوة الاستقرار الابدي! لكن حتى عالم ديزني لم يكن يخلو من التوتر! فهناك البط المسحور الذي يتحدث ويمشي ويأكل ويشرب، ويرتدي ثياباً كالبشر، أمثال بطوط وعم دهب وغيرهما! وهناك ايضاً البط الطبيعي غير المسحور الذي لا يزال يسبح ويبيض، ويطير كالبط المهاجر!   فابتدأ البط المهاجر من الجيل الأول يشعر بفرق عرقي حاد بينه وبين بط عالم ديزني المسحور؛ وهذا أدى الى أن بعضهم وصف المجتمع بالعنصرية، والبعض الآخر ارتضى المعيشة هناك كقضاء وقدر، ومنهم من سخط على قمع قانون الطبيعة الظالم...الخ؛ بينما الجيل الثاني الجديد من البط المهاجر لم يرى في حياته غير عالم ديزني، ومن الطبيعي جداً أن يسعى بكل جوارحه نحو الاندماج والتمثل بهذا العالم الخلاب بروح ايجابية ملحوظة! فمن حق الجيل الثاني كغيره أن يتأقلم مع ظروف الحياة المحيطة به؛ فهم لا يريدون السباحة والبطبطة والبيض كأهلهم الذين جار عليهم الزمن!   للأسف، تمسك البط المهاجر بالتراث الشكلي كتعليم البطبطة الاصلية لفراخهم، قد ألهاهم عن توعية اجيالهم الجديدة على مميزات البط الطبيعي غير المسحور، كالطيران مثلاً وهو حلم العالمين، وجمال ريشه الطبيعي الملون الذي يغني عن أي رداء، والسباحة الفطرية التي لا تحتاج الى مدرب، وأهمها هو حمل الهوية الأصلية للبط وهو الاساس! كل هذا يفتقر إليه البط المسحور وهم غير مدركين قيمته! لذلك أمسى الجيل الثاني غير مقدراً لأهمية كينونته كبط، لأن أساس هويتهم المستمدة من خلال ممارستهم الفطرية لمراسيمهم الغريزية، تقام ببطبطة غير مفهومة... حفظاً للتراث، لكن بلا إدراك للهدف!   من أجل ذلك حوصر الجيل الأول من البط بين نارين: النار الاولى هي رغبتهم الجامحة لحفظ تراث متمركز في بطبطة منقرضة، و نار الحفاظ على هويتهم كبط حقيقي وسط عالم ساحر مغرِ...و النار الاولى تشتهي ضد الاخرى و العكس صحيح! فمن أجل فهم هويتي كبطة، لابد ان افهمها بلغة مفهومة! وما اللغة الا وسيلة للتفاهم والفهم، فإن صارت الوسيلة الوحيدة للفهم في حد ذاتها عبء، فكيف إذن للبط أن يدركوا هويتهم؟!  وعلى هذا كان على بط الجيل الأول أن يختار معركته: أيسمحون للجيل الثاني ان يختار اللغة التي يجيدها ويحلم بها اثناء النوم، مع شرط الحفاظ على هويتهم كبط طبيعي، أم يجب عليهم أن يعلموه البطبطة الاصلية كواجب وطني على حساب فهمهم لهويتهم؟!  غضب جداً شيوخ البط من الاتجاه الأول وقالوا: - لا لا...و لماذا يهجرون البطبطة؟... فبطبطتنا هي جزء لا يتجزأ من هويتنا والتي تميزنا عن باقي البط والمخلوقات...لابد وأن يتعلموها مهما كانت الظروف!!! وبسبب ضياع الرؤية وصلابة الرأي، والخلاف على ما إذا كانت اللغة هي الهوية أم الفصيلة، وسط مغريات عالم ديزني...حدث بالفعل أن جيل البط الثاني - في ظل معرفته المشوشة لأصله وكيانه وسبب وجوده والتركيز الزائد على بطبطة مندثرة كمجهود زائد عليه بلا فائدة - ما عاد يحتمل كل تلك الضغوط، فاختار غير آسف أن يذهب بإرادته للساحرة الشريرة المعروفة...حتى تسحره هو الآخر فيتكلم ويمشي ويأكل كما البط المسحور، وضاعت سعادة ارض الاحلام وضاعت معها هوية البط الحقيقية وهذه هي نتيجة التشبث بتراث ضحل، دون الخوض بفهم في أعماق وأصالة ونبل الهدف! فكيف هو الحال ايها البط وماذا أنتم فاعلون صورة مقال مينا ماهر