حكاية البنت التي كفرت وشربت القهوة قمة ألاسكا بين ترامب وبوتين: خطوة على طريق الاتجاه نحو نوبل للسلام Strikes: From Ancient Egypt to Modern Society — A Reflection on Collective Action and Social Responsibility هل هي بالحقيقة ثقيلة ثياب الحملان؟ ”أنثى” في مجتمع مهووس أقصر الطرق للوصول إلى اللحمة!! لأجل صحافتنا الرصينة في ناس رخصت نفسها من أروع ما قيل! نسجتني في بطن أمي ”ابن الإنسان” (2) حالة ”ما قبل السكري” تشكل خطراً في عمر معين

خواطر مسافر إلى النور (٢٣2)

”ابن الإنسان” (2)

"إلى أن ننتهي جميعنا إلى وحدانية الإيمان ومعرفة ابن الله. إلى إنسان كامل (واحد). إلى قياس قامة ملء المسيح" (أفسس١٣:٤)

المقال الأول كان عن "أبن الإنسان" ومحوره تفسير الآية "أَيُّهَا الآبُ أُرِيدُ أَنَّ هؤُلاَءِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي يَكُونُونَ مَعِي حَيْثُ أَكُونُ أَنَا، لِيَنْظُرُوا مَجْدِي الَّذِي أَعْطَيْتَنِي، لأَنَّكَ أَحْبَبْتَنِي قَبْلَ إِنْشَاءِ الْعَالَمِ." (يو 17: 24) .

وقلنا أن الآية هي طِلبة إلي الله مِن المسيح له المجد بصفته ”ابن الإنسان“ لتكميل قصد الله من خلق الإنسان ، إذ قد أزال خلاص المسيح عائقَ سقوط الإنسان .

فالآية تتكلم عن عودة آدم وذريته إلي الشركة في مجال حياة الله. والذي هو تدبير الخلاص الذي تممه ”ابن الله“ للبشرية عندما اتحد بها وصار "ابن الإنسان"

” الإنسان الأول (آدم) من الأرض ترابي. الإنسان الثاني (ابن الإنسان) الرب من السماء (ابن الله) . كما هو الترابي هكذا الترابيون أيضا، وكما هو السماوي (ابن الإنسان المتحد بـ"ابن الله") هكذا السماويون أيضاً. وكما لبسنا صورة الترابي، سنلبس أيضاً صورة السماوي "لأَنَّ كُلَّكُمُ الَّذِينَ اعْتَمَدْتُمْ بِالْمَسِيحِ قَدْ لَبِسْتُمُ الْمَسِيحَ:" (غل 3: 27).. فأقول هذا أيها الإخوة: إن لحماً ودماً لا يقدران أن يرثا ملكوت الله، ولا يرث الفساد عدم الفساد. هوذا سرٌ أقوله لكم: لا نرقد كلنا، ولكننا كلنا نتغير“(١كورنثوس ١٥)

ومحور المقال الثاني يدور حول الآية :

” إِلَى أَنْ نَنْتَهِيَ جَمِيعُنَا إِلَى وَحْدَانِيَّةِ الإِيمَانِ وَمَعْرِفَةِ ابْنِ اللهِ. إِلَى إِنْسَانٍ كَامِلٍ (واحد). إِلَى قِيَاسِ قَامَةِ مِلْءِ الْمَسِيحِ.“ (رسالة أفسس١٣:٤).

ونقرأ في هذه الآية تأكيداً لطِلبة الرب يسوع المسيح إلي الآب بأن منتهي القصد من خلق الإنسان هو أن نكون واحداً في المسيح ”إلي أن ننتهي جميعُنا إلي …( الوحدانية في المسيح)“.

وعمق الآية هو عن العلاقة بين وحدانية الإيمان ومعرفتنا بالمسيح ابن الله. والتساؤل هنا، هل الإيمان هو المُنشِئ أم الكاشف للوحدانية (وحدة الكنيسة المسيحية)؟

بمعني هل الوحدانية هي مجرد وحدة الإيمان بالمسيح في منطوقه كتصريح وصك مدوَّن في حد ذاته مثل قانون الإيمان؟ أم المقصود بالوحدانية هو وحدة المؤمنين كأشخاص بسبب إيمانهم بالمسيح؟

إن الرب يسوع المسيح استعلن لنا المقصود، سواءً في حديثه عن اتحاده بالآب أو أتحاد ثالوث الله الواحد بنا. فالمسيح يعلنها صراحةً أن الاتحاد بالمسيح مُنشِئ للإيمان الواحد ومعرفة المسيح وليس العكس: "لِيَكُونَ الْجَمِيعُ وَاحِدًا، كَمَا أَنَّكَ أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ فِيَّ وَأَنَا فِيكَ، لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضًا وَاحِدًا فِينَا، لِيُؤْمِنَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي" (أنجيل يوحنا ٢١:١٧)

والرب دائما يشهد بأن الوحدة المطلقَة بين الأقانيم ”أنا والآب واحد/ أنا في الآب والآب فيَّ / مَن رآني فقد رأي الآب “ هي المُنشِئة للوحدة المطلقة في المعرفة والمشيئة والإرادة بين الآب والأبن والروح القدس ” فأجاب يسوع وقال لهم: «الحق الحق أقول لكم: لا يقدر الابن أن يعمل من نفسه شيئا إلا ما ينظر الآب يعمل. لأن مهما عمل ذاك فهذا يعمله الابن كذلك. “ (انجيل يوحنا ١٩:٥)

وعلى جانب آخر، فهذا الفهم يتجلى أيضاً بشرياً في خلق الإنسان، فنجد أن أتحاد الطفل بأمه في البطن يسبق معرفته لها وليس العكس.

إن المسيحية دون غيرها تنفرد بأن الاتحاد بشخص المسيح هو المُنشِئ لوحدة الإيمان المسيحي، وأن وحدة الإيمان المسيحي هو الكاشف للاتحاد بالمسيح.

إن اتحاد الإنسان بالمسيح والإيمان به له أهمية وجودية قصوي و ضرورة مطلَقة، لأن فيه يُعلِن الله ذاته للإنسان: ”وَهذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.“(انجيل يوحنا ٣:١٧). وقد لخَّص الرب يسوع المسيح كل هذا في قوله له المجد: ”أَنَا الأَلِفُ وَالْيَاءُ، الْبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ، الأَوَّلُ وَالآخِرُ". (رؤيا يوحنا ١٣:٢٢)

ونفس المعني نجده في قول الكتاب عن الرب يسوع ”لأن فيه النَعَم والآمين“ . فطالما أنت متحد بشخص المسيح بالروح القدس فلا فرق بين مؤمن يؤكد أيمانه بالقول ”نعم“ ومؤمن آخر يقول ”آمين“

وختاماً نقول إن النص يتوارى وكذلك التباين في فهمه بين بشر وبشر … يتواري هذا جميعه في وجود وحضور واكتمال وعدم تقسيم شخص الرب بين بشر وبشر، لأنه الرب له المجد يملئ بشخصه كيان كل واحدٍ على حِدة، بينما هو الواحد والكامل الغير منقوص في كل أحد.

فالإنسان الكامل هو واحد. لأن تقسيمه يلغي كماله. إذ يكون الجزء عندئذ ليس كامل إلا بجزئه الآخر … هذا هو تعريف إنسان المسيح.

لذلك كل من اتحد به المسيح، هو الإنسان الكامل وليس جزء. ومن ثمَّة، فإن كل إنسان اتحد به المسيح هو واحد مع كل أنسان خلقه المسيح.

هذا واضح في تكملة الآية ”إلى أن ننتهي جميعنا إلى وحدانية الإيمان ومعرفة ابن الله. إلى إِنْسَانٍ كَامِلٍ (واحد). إلى قياس قامة ملء المسيح “

ولشرح "قياس قامة ملء المسيح" نقول :إن الإنسان الكامل لا يمكن أن يكون منقسم . إن وجود الناقص في الكيان يستلزم التعددية في الكيان لجبر النقص إلى الكمال. لذلك فإن كونه كامل، يلغي أن يوجد فيه ما هو ناقص.

لذلك فالكامل هو واحد غير منقسم، والواحد هو كامل لأن ليس فيه قسمة وشبهة نقص. هكذا هي بشرية المسيح "ابن الله" والسبب هو أن ”فيه حلَّ ملء اللاهوت جسدياً “.

هذا هو سر جسد المسيح، إنه جسد المسيح السري، الذي فيه الرب جمع البشرية مبتدئا بالمؤمنين كل يوم وإلى الأبد.

إن "ابن الإنسان" هو القياس الأبدي الخالد لقامة الإنسان "بداءة خليقة الله ... قبل الأزمنة الأزلية" وقد حفظها المسيح "ابن الله" ميراثاً للبشرية محفوظة لنا فيه... والسُبح لله.