لماذا يكره السلفيون المتحف؟ عزيزتي جود نيوز.. شُكرًا فوز ممداني في مدينة نيويورك وصناعة الكذب وعدم فهم الغرب غزوة المتحف المصري الكبير ابن الراوندي والفول النابت... وحكامنا الآلهة‎ رسالة من تحت الماء! 9.5% انخفاض في مبيعات اكتوبر النتائج الأولية: وصول 5 من المرشحين الأقباط لجولة الإعادة في انتخابات ”النواب” ومازلنا نعيش في ”الهبل” المقدس‎ من الكاتب؟ (٣) إيمان صريح وقف بناء كنيسة ميت عفيف بالمنوفية

أفشل تجربة في التاريخ

في عام 1931، شرع عالم النفس الأمريكي وينثروب كيلوج وزوجته لويلا في تجربة أثارت دهشة العالم، فقد قررا تربية طفلهما البشري "دونالد" جنبًا إلى جنب مع رضيعة شمبانزي تُدعى "غوا"، وكأنهما أشقاء، في محاولة لفهم حدود تأثير البيئة على السلوك. لكن هذه التجربة، وإن كانت علمية، تذكّرنا بعظمة الله تعالى وكيف كرم الإنسان عن باقي المخلوقات بالعقل والقدرة على الكلام والفهم.

بدأت التجربة داخل منزل الأسرة، حيث عاش الاثنان حياة متطابقة: نومهما في أسرّة أطفال متقاربة، ارتداؤهما نفس الملابس، تناول الطعام في نفس الكراسي، ومتابعتهما لنفس الروتين اليومي. كان كل تقدم أو سلوك يُسجّل بدقة، في محاولة لفهم إمكانيات التعلّم والتقليد.

في البداية، أدهشت غوا الجميع بتفوقها على دونالد: كانت تمشي قبل أن يمشي، تفهم التعليمات، وتستجيب لأوامر معقدة، مع معرفة نحو 95 كلمة بشرية. لكن رغم هذه القدرة، لم تستطع أن تتكلم أو تدرك معنى ما تفعل كما خلق الله الإنسان قادرًا عليه، مؤكدين بذلك تميز الإنسان عن باقي المخلوقات بقدرة العقل واللغة.

مع مرور الوقت، بدأ دونالد يقلّد سلوك غوا: أصواتها، حركاتها، وحتى العادات العدوانية البسيطة مثل العض والصرير، وتراجعت لغته حتى بات ينطق ثلاث كلمات فقط عند بلوغه 19 شهرًا.

بعد تسعة أشهر فقط، في 28 مارس 1932، قرر كيلوج إنهاء التجربة، فقد لاحظ أن محاولته لمحو الفوارق البيولوجية قد أثرت سلبًا على طفله. أعيدت غوا إلى مركز لتربية القرود، لكنها لم تتأقلم هناك وماتت بعد عام، عن عمر ثلاث سنوات. أما دونالد، فقد كبر وأصبح طبيبًا نفسيًا، لكنه توفي في عام 1973 عن عمر 42 عامًا.

خلاصة التجربة كانت واضحة:

البيئة تستطيع تشكيل السلوك، لكن الله سبحانه وتعالى قد كرّم الإنسان بعقله وقدرته على الكلام والفهم، وهذه حدود لا يمكن تجاوزها، ومحاولة العبث بها قد تأتي بتكاليف كبيرة وغير متوقعة.