حكاية البنت التي كفرت وشربت القهوة قمة ألاسكا بين ترامب وبوتين: خطوة على طريق الاتجاه نحو نوبل للسلام Strikes: From Ancient Egypt to Modern Society — A Reflection on Collective Action and Social Responsibility هل هي بالحقيقة ثقيلة ثياب الحملان؟ ”أنثى” في مجتمع مهووس أقصر الطرق للوصول إلى اللحمة!! لأجل صحافتنا الرصينة في ناس رخصت نفسها من أروع ما قيل! نسجتني في بطن أمي ”ابن الإنسان” (2) حالة ”ما قبل السكري” تشكل خطراً في عمر معين

بنجامين جوجنهايم ... المليونير الغارق الذي رفض النجاة

في ليلة الرابع عشر من أبريل عام 1912، كان المحيط الأطلسي هادئًا إلى حدٍ يثير الريبة، والنجوم تلمع في سماء باردة كالسيف. لكن تحت هذا السكون، كانت تيتانيك — أضخم سفينة في العالم — تحمل في أحشائها مأساة تتشكل ببطء. بعد الاصطدام بالجبل الجليدي، بدأ الركاب يدركون الحقيقة القاسية: السفينة التي وُصفت بأنها "لا تغرق" بدأت رحلتها الأخيرة نحو قاع البحر.

في قلب هذه الفوضى، وسط صرخات النساء وبكاء الأطفال، كان يقف بنجامين جوجنهايم، المليونير الأمريكي المعروف بأناقته وثقته بنفسه. لم يكن في عينيه ذلك الهلع الذي يكسو وجوه الآخرين، بل نظرة هادئة فيها يقين بالمصير. جاءه أحد أفراد الطاقم مسرعًا، عارضًا عليه مقعدًا في قارب نجاة. كان بإمكانه النجاة بسهولة — فمكانته وثروته كفيلتان بفتح الطريق أمامه. لكن جوجنهايم رفض دون تردد، قائلاً بحزم: "لن أكون سببًا في أن تُترك امرأة خلفي."

عاد إلى مقصورته، وبدلاً من ارتداء سترة النجاة، اختار أن يبدل ملابسه إلى أرقى ما يملك من بدلات سهرة، قميص أبيض مكوي بعناية، وربطة عنق سوداء، وحذاء لامع. أراد أن يقابل الموت كما يقابل ضيفًا مهمًّا، بكرامة وأناقة. بجواره كان خادمه الشخصي، كلاهما مستعدان لمواجهة ما سيأتي.

وقبل أن يتجه إلى السطح العلوي، سلّم رسالة لأحد البحارة الناجين، وقال بصوت ثابت وكأنه يكتب وصيته الأخيرة:

"أخبر زوجتي أنني تصرفت كما يليق برجل حتى النهاية، ولم أجبن أو أتخاذل."

شوهد بعدها واقفًا على سطح السفينة، والريح الباردة تعبث بشعره، بينما الماء الأسود بدأ يزحف نحو أقدام الركاب. لم يصرخ، لم يهرع، بل وقف شامخًا، كأنه جزء من السفينة التي كانت تغرق. كانت الموسيقى القادمة من فرقة العزف تختلط بأصوات المياه وهي تبتلع الحديد، وبصوت الأطفال المذعورين وهم يبتعدون في قوارب النجاة.

هكذا غاب بنجامين جوجنهايم تحت أمواج الأطلسي، لكن صورته ظلت باقية: رجل واجه النهاية بصلابة، مؤمنًا أن الشرف والكرامة قد يخلدان اسمك أكثر من أي ثروة.